صفحة جزء
3002 وقوله وإن جنحوا للسلم فاجنح لها


وقوله بالجر عطف على قوله " الموادعة " أي وفي بيان قوله تعالى وإن جنحوا الآية في مشروعية الصلح ، ومعنى " جنحوا " أي مالوا ، ويقال : أي طلبوا ، و " السلم " بكسر السين الصلح ، قوله " فاجنح " أمر من جنح يجنح أي " مل لها " أي إليها أي إلى المسالمة ، واقبل منهم ذلك .

قال مجاهد : نزلت في بني قريظة ، وفيه نظر لأن السياق كله في وقعة بدر ، وذكرها مكشف لهذا كله ، وقول ابن عباس ومجاهد وزيد بن أسلم وعطاء الخراساني وعكرمة والحسن وقتادة : إن هذه الآية منسوخة بآية السيف في براءة قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر وقال ابن كثير في تفسيره : فيه نظر أيضا لأن آية براءة الأمر بقتالهم إذا أمكن ذلك ، فأما إذا كان العدو كثيفا فإنه تجوز مهادنتهم كما دلت عليه هذه الآية الكريمة وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، فلا منافاة ولا نسخ ولا تخصيص .

التالي السابق


الخدمات العلمية