صفحة جزء
وقال قتادة: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح خلق هذه النجوم لثلاث؛ جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.


هذا التعليق وصله عبد بن حميد في تفسيره عن يونس عن سفيان عنه، وزاد في آخره: وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة: من غرس بنجم كذا كان كذا، ومن سافر بنجم كذا كان كذا، ولعمري ما من النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدميم.

وقال الداودي: قول قتادة في النجوم حسن إلا قوله أخطأ وأضاع نصيبه؛ فإنه قصر في ذلك، بل قائل ذلك كافر. انتهى.

ورد عليه بأنه لم يتعين الكفر في ذلك إلا في حق من نسب الاختراع إلى النجوم، وفي ذم النجوم للخطيب البغدادي من حديث إسماعيل بن عياش عن البحتري بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي ذر، عن عمر مرفوعا: لا تسألوا عن النجوم.

ومن حديث عبد الله بن موسى، عن الربيع بن حبيب، عن نوفل بن عبد الملك، عن أبيه، عن علي رضي الله تعالى عنه: نهاني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن النظر في النجوم.

وعن أبي هريرة وابن مسعود وعائشة وابن عباس نحوه، وعن الحسن أن قيصر سأل قس بن ساعدة الإيادي: هل نظرت في النجوم؟ قال: نعم، نظرت فيما يراد به الهداية، ولم أنظر فيما يراد به الكهانة.

وفي كتاب الأنواء لأبي حنيفة: المنكر في الذم من النجوم نسبة الأمر إلى الكواكب وأنها هي المؤثرة، وأما من نسب التأثير إلى خالقها وزعم أنه نصبها أعلاما وصيرها آثارا لما يحدثه فلا جناح عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية