صفحة جزء
3038 20 - حدثنا محمد، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا الليث، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب، فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه، فتوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم.


مطابقته للترجمة في قوله: " الملائكة". ومحمد هو الذي ذكر مجردا، هو محمد بن يحيى الذهلي، قاله الغساني، وقال أبو ذر بعد أن ساقه: محمد هذا هو البخاري، وقال بعضهم: هذا هو الأرجح عندي؛ فإن الإسماعيلي وأبا نعيم لم يجدا الحديث من غير رواية البخاري، فأخرجاه عنه، ولو كان عند غير البخاري لما ضاق مخرجه عليهما. انتهى.

(قلت): عدم وجدان الإسماعيلي وأبي نعيم [ ص: 133 ] الحديث لا يستلزم أن يكون محمد هنا البخاري، وهذا ظاهر لا يخفى على أحد، ولم يجر للبخاري العادة بأن يذكر اسمه قبل ذكر شيخه، بقوله: حدثنا محمد، وذكر في رجال الصحيحين محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذهلي النيسابوري في فصل أفراد البخاري فيمن اسمه محمد، وقال: روى عنه البخاري في قريب من ثلاثين موضعا، ولم يقل: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي مصرحا، ويقول: حدثنا محمد، ولا يزيد عليه، ويقول: محمد بن عبد الله، ينسبه إلى جده، ويقول: حدثنا محمد بن خالد، ينسبه إلى جد أبيه، والسبب في ذلك أن البخاري لما دخل نيسابور شغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة " خلق اللفظ" وكان قد سمع منه، فلم يترك الرواية عنه، ولم يصرح باسمه.

وابن أبي مريم هو سعيد بن محمد بن الحكم، وابن أبي مريم بن أبي جعفر، هو عبيد الله بن أبي جعفر، واسمه يسار القرشي، ومحمد بن عبد الرحمن أبو الأسود.

والنصف الأول من هذا الإسناد بصريون، والنصف الثاني مدنيون، وأوله هو محمد بن عبد الرحمن.

قوله: " العنان" بفتح العين المهملة وتخفيف النون الأولى: السحاب. قوله: " فتذكر"؛ أي: الملائكة الأمر الذي قضي في السماء وجوده وعدمه. قوله: " فتسترق" تفتعل من السرقة، أي تستمع سرقة، يقال: استرق السمع، أي: استرق مستخفيا. قوله: " إلى الكهان" بضم الكاف وتشديد الهاء جمع كاهن وهو الذي يتعاطى الإخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، وفي المغرب: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وحرست السماء بطلت الكهانة.

التالي السابق


الخدمات العلمية