صفحة جزء
3123 يقال الحيات أجناس الجنان والأفاعي والأساود


هذا من كلام البخاري ، وفي رواية الأصيلي الجنان أجناس ، وقال عياض : والصواب هو الأول ، والجنان بكسر الجيم وتشديد النون وبعد الألف نون أيضا ، وقال ابن الأثير : الجنان تكون في البيوت ، واحدها جان وهو الدقيق الخفيف ، والجان الشيطان أيضا . قوله : " والأفاعي " جمع أفعى ، وهو ضرب من الحيات ، وأهل الحجاز يقولون أفعو ، وجاء في حديث ابن عباس : لا بأس بقتل الأفعو ، أراد الأفعى وقلب ألفها واوا في الوقف ، ومنهم من يقلب الألف ياء في الوقف ، وبعضهم [ ص: 188 ] يشدد الواو والياء وهمزته زائدة ، والأفوعان بالضم ذكر الأفاعي وكنية الأفعى أبو حيان ، وأبو يحيى ; لأنه يعيش ألف سنة ، وهو الشجاع الأسود الذي يواثب الإنسان ، ومن صفة الأفعى إذا فقئت عينها عادت ولا تغمض حدقتها البتة .

قوله : " والأساود " جمع الأسود ، وهو العظيم من الحيات ، وفيه سواد ، ويقال هو أخبث الحيات ، ويقال له : أسود سالخ ; لأنه يسلخ جلده كل عام ، وفي سنن أبي داود والنسائي عن ابن عمر مرفوعا " أعوذ بالله من أسد وأسود " وقيل : الأسود حية رقشاء دقيقة العنق ، عريضة الرأس ، وربما كان ذا قرنين .

وقال ابن خالويه : ليس في كلام العرب أسماء الجنان وصفاتها إلا ما أذكره وعد لها نحوا من سبعين اسما : منها : الشجاع ، الأرقم ، الأسود ، الأفعى ، الأبتر ، الأعيرج ، الأصلة ، الصل ، الجان ، الجنان ، والجرارة ، والرتيلاء .

وذكر الجاحظ أيضا أنواعها منها : المكللة الرأس ، طولها شبران أو ثلاثة إن حاذى جحرها طائر سقط ، ولا يحس بها حيوان إلا هرب ، فإن قرب منها حدر ولم يتحرك ، وتقتل بصفيرها ومن وقع عليه نظرها مات ، ومن نهشته ذاب في الحال ومات كل من قرب من ذلك الميت من الحيوان ، فإن مسها بعصا هلك بواسطة العصا ، وقيل : إن رجلا طعنها برمح فمات هو ودابته في ساعة واحدة ، قال : وهذا الجنس كثير ببلاد الترك .

التالي السابق


الخدمات العلمية