صفحة جزء
( باب قول الله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله الآية .


أي : هذا باب في ذكر قول الله تعالى في بيان إرسال هود عليه الصلاة والسلام إلى قوم عاد ، وهود هو ابن عبد الله بن رباح بن خلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام قاله قتادة ، وقال مجاهد هود بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح ، وقيل : هود بن عبد الله بن جاون إلى آخره مثل الأول ، وقال ابن هشام : هود اسمه عابر ، ويقال : عبير بن إرفخشذ ، ويقال : إنفخشذ بن سام بن نوح ، وكان هود أشبه ولد آدم بآدم خلا يوسف ، وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الرمل بالدو والدهناء ، وعالج ، ووبار ، ويبرين ، وعمان إلى حضرموت إلى اليمن ، وكانت ديارهم أخصب البلاد ، فلما سخط الله [ ص: 226 ] عليهم جعلها مفاوز ، وكان هود من قبيلة يقال لهم : عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام ، وهم عاد الأولى ، وكانوا عربا يسكنون في المواضع المذكورة ، وأرسل الله تعالى هودا إليهم ، وهو قوله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا ، قال الزمخشري : أخاهم واحدا منهم ، وقال مقاتل : أخوهم في النسب لا في الدين ، وكان عاد الذي تسمت القبيلة به ملكهم ، وكان يعبد القمر ، وطال عمره ، فرأى من صلبه أربعة آلاف ولد ، وتزوج ألف امرأة ، وهو أول من ملك الأرض بعد نوح عليه السلام ، وعاش ألف سنة ومائتي سنة ، ولما مات انتقل الملك إلى أكبر ولده وهو شديد بن عاد ، فأقام خمسمائة سنة وثمانين سنة ، ثم مات فانتقل الملك إلى أخيه شداد بن عاد ، وهو الذي بنى إرم ذات العماد ، وكانت قبائل عاد التي تسمت به قد ملكوا الأرض بقوتهم ، وافتخروا وقالوا : من أشد منا قوة فلما كثر طغيانهم بعث الله إليهم هودا وهو قوله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يعني تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية