صفحة جزء
3168 وقول الله تعالى : قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض


وقول الله بالجر عطفا على لفظ قصة يأجوج ومأجوج .

وذو القرنين المذكور في القرآن المذكور في ألسنة الناس بالإسكندر ليس الإسكندر اليوناني فإنه مشرك ، ووزيره أرسطاطاليس ، والإسكندر المؤمن الذي ذكره الله في القرآن اسمه عبد الله بن الضحاك بن معد ، قاله ابن عباس ، ونسب هذا القول أيضا إلى علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - وقيل : مصعب بن عبد الله بن قنان بن منصور بن عبد الله بن الأزد بن عون بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن قحطان ، وقد جاء في حديث أنه من حمير ، وأمه رومية ، وأنه كان يقال له : ابن الفيلسوف لعقله ، وذكر ابن هشام أن اسمه الصعب بن مراثد ، وهو أول التبابعة ، وقال مقاتل : من حمير وفد أبوه إلى الروم ، فتزوج امرأة من غسان ، فولدت له ذا القرنين عبدا صالحا .

وقال وهب بن منبه : اسمه الإسكندر ، ( قلت ) : ومن هنا يشارك الإسكندر اليوناني في الاسم ، وكثير من الناس يخطئون في هذا ، ويزعمون أن الإسكندر المذكور في القرآن هو الإسكندر اليوناني ، وهذا زعم فاسد ; لأن الإسكندر اليوناني الذي بنى الإسكندرية كافر مشرك ، وذو القرنين عبد صالح ملك الأرض شرقا وغربا حتى ذهب جماعة إلى نبوته ، منهم الضحاك ، وعبد الله بن عمر ، وقيل : كان رسولا ، وقال الثعلبي : والصحيح - إن شاء الله - كان نبيا غير مرسل ، ووزيره الخضر عليه الصلاة والسلام فأنى يتساويان ؟ .

واختلفوا في زمانه فقيل : في القرن الأول من ولد يافث بن نوح عليه الصلاة والسلام ، قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ، وأنه ولد بأرض الروم ، وقيل : كان بعد نمرود - لعنه الله - ، قاله الحسن ، وقيل : إنه من ولد إسحاق من ذرية العيص قاله مقاتل ، وقيل : كان في الفترة بين موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، وقيل : في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، والأصح أنه كان في أيام إبراهيم الخليل عليه السلام ، واجتمع به في الشام ، وقيل : بمكة ، ولما فاته عين الحياة وحظي بها الخضر عليه السلام اغتم غما شديدا ، فأيقن بالموت ، فمات بدومة الجندل ، وكان منزله ، هكذا روي عن علي - رضي الله تعالى عنه - ، وقيل : بشهر زور ، وقيل : بأرض بابل ، وكان قد ترك الدنيا وتزهد ، وهو الأصح ، وقيل : مات بالقدس ، ذكره في فضائل القدس لأبي بكر الواسطي الخطيب ، وكان عدد ما سار في الأرض في البلاد منذ يوم بعثه الله تعالى إلى أن قبض خمسمائة عام .

وقال مجاهد : عاش ألف سنة مثل آدم عليه الصلاة والسلام ، وقال ابن عساكر : بلغني أنه عاش ستا وثلاثين سنة ، وقيل : ثنتين وثلاثين سنة .

واختلف لم سمي ذا القرنين ،
فعن علي - رضي الله تعالى عنه - لما دعا قومه ضربوه على قرنه الأيمن ، فمات ، ثم بعث ، ثم دعاهم فضربوه على الأيسر فمات ثم بعث .

وقيل : لأنه بلغ قطري الأرض المشرق والمغرب ، وقيل : لأنه ملك فارس والروم ، وقيل : كان ذا ضفيرتين من شعر ، والعرب تسمي الخصلة من الشعر قرنا ، وقيل : كانت له ذؤابتان ، وقيل : كان لتاجه قرنان ، وعن مجاهد كانت صفحتا رأسه من نحاس ، وقيل : كان في رأسه شبه القرنين ، وقيل : لأنه سلك الظلمة والضوء قاله الربيع ، وقيل : لأنه أعطي علم الظاهر والباطن حكاه الثعلبي .

التالي السابق


الخدمات العلمية