صفحة جزء
3183 34 - حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله ، حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عينا معينا .


مطابقته للباب الذي تقدم ظاهرة ; لأنه في قضية إبراهيم عليه السلام ، وحديث ابن عباس هذا أخرجه البخاري من ثلاث طرق ، وهذا هو الأول ، ورجاله سبعة :

الأول : أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبو عبد الله المروزي المعروف بالرباطي .

الثاني : وهب بن جرير الأزدي البصري أبو العباس .

الثالث : أبوه جرير بفتح الجيم ابن حازم بن زيد أبو النصر الأزدي البصري .

الرابع : أيوب السختياني .

الخامس : عبد الله بن سعيد بن جبير الأسدي الكوفي .

السادس : أبوه سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الفقيه الورع .

السابع : عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما .

( ذكر الاختلاف الواقع في هذا الإسناد ) هذا الحديث رواه ابن السكن والإسماعيلي من طريق حجاج بن الشاعر ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وزاد في روايتهما أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه .

ورواه النسائي عن أحمد بن سعيد شيخ البخاري المذكور ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب إلى آخره فأسقط عبد الله بن سعيد بن جبير ، وزاد أبي بن كعب .

ورواه النسائي أيضا عن أبي داود سليمان بن سعيد ، عن علي بن المديني ، عن وهب به.

وفيه قلت لأبي حماد : لا تذكر أبي بن كعب ولا ترفعه ، وقال : أنا أحفظ كذا وكذا ، حدثني به أيوب قال وهب : وحدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عباس نحوه ، ولم يذكر أبي بن كعب ولم يرفعه ، قال وهب : فأتيت سلام بن أبي مطيع فحدثني بهذا الحديث عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد ، فرد ذلك ردا شديدا ، ثم قال لي : فأبوك ما يقول ؟ قلت : أبي يقول أيوب عن سعيد فقال : العجب والله ما يزال الرجل من أصحابنا الحافظ قد غلط ، إنما هو أيوب عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير .

وقال أبو مسعود : رأيت جماعة اختلفوا على وهب بن جرير في هذا الإسناد ، قال الجياني : لم يذكر أبو مسعود إلا هذا ، وأنا أذكر ما انتهى إلي من الخلاف على وهب ، وعلى غيره في هذا الإسناد ، فرواه عن حجاج عن وهب به بزيادة أبي بن كعب ، ثم رواه من طريق البخاري بإسقاطه ، ورواه علي بن المديني عنه بإثباته ، ورواه حماد بن زيد ، عن أيوب فلم يذكره ، ولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ورواه ابن علية عن أيوب فقال : نبئت عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أول من سعى بين الصفا والمروة الحديث بطوله نحوا مما رواه معمر عن أيوب عن سعيد.

وفيه قصة زمزم ، ورواه سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب ، عن عكرمة بن خالد ، ولم يذكر ابن جبير قال أبو علي : وكيف يصح هذا ، وفيه من الخلاف ما عرفت ؟ فنقول : إذا ميزه الناظر ميز منه ما ميزه البخاري ، وحكم بصحته ، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق ، وأنه لا يدفع بعضه بعضا ، والاختلاف إذا كان دائرا على ثقات حفاظ لا يضر فلا يلتفت إلى عيب [ ص: 253 ] الإسماعيلي على البخاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها ، ولا يلتفت أيضا إلى إنكار سلام بن أبي مطيع على كون مخرج الحديث عن سعيد رواه عن عكرمة ; لأنه ليس من حمال المحابر .

( ذكر معناه ) قوله : " رحم الله أم إسماعيل " هي هاجر ، وقصتها ملخصة ما ذكره السدي أن سارة زوج إبراهيم عليهما الصلاة والسلام حلفت أن لا تساكن هاجر ، فحملها إبراهيم وإسماعيل معها إلى مكة على البراق ، ومكة إذ ذاك عضاه ، وسلم وسمر وموضع البيت يومئذ ربوة فوضعهما موضع الحجر ، ثم انصرف ، فاتبعته هاجر فقالت : إلى من تكلنا فالله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، فقالت : إذن لا يضيعنا ، ثم انصرف راجعا إلى الشام ، وكان مع هاجر شنة ماء ، وقد نفد ، فعطشت وعطش الصبي ، فقامت وصعدت الصفا ، فتسمعت هل تسمع صوتا أو ترى إنسانا فلم تسمع صوتا ولم تر أحدا ، ثم ذهبت إلى المروة ، فصعدت عليها ، وفعلت مثل ذلك فلم تزل تسعى بينهما حتى سعت سبع مرات ، وأصل السعي من هذا ، ثم سمعت صوتا فجعلت تدعو اسمع أيل ، يعني اسمع يا الله قد هلكت وهلك من معي ، فإذا هي بجبريل عليه السلام فقال لها : من أنت ؟ قالت : سرية إبراهيم تركني وابني هاهنا ، قال : إلى من وكلكما ؟ قالت : إلى الله تعالى قال : وكلكما إلى كاف ، ثم جاء بهما إلى موضعزمزم ، فضرب بعقبه ، ففارت عينا ، فلذلك يقال لزمزم : ركضة جبريل عليه السلام ، فلما نبع الماء أخذت هاجر شنتها وجعلت تستقي فيها تدخره ، وهي تفور ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يرحم الله أم إسماعيل ، لولا أنها عجلت لكانت زمزم عينا معينا ، وهو بفتح الميم : أي سائلا جاريا على وجه الأرض ، يقال : عين معين : أي ذات عين جارية ، والقياس أن يقال : معينة ، والتذكير إما حملا على اللفظ ، أو لوهم أنه فعيل بمعنى مفعول ، أو على تقدير ذات معين ، وهو الماء يجري على وجه الأرض .

التالي السابق


الخدمات العلمية