صفحة جزء
3211 اركض اضرب يركضون يعدون


أشار به إلى ما في قوله تعالى في قصة أيوب عليه السلام: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب المعنى: اضرب برجلك الأرض، وحرك "هذا مغتسل" فيه إضمار، معناه: فركض فنبعت عين، فقيل: هذا مغتسل أي هذا ماء مغتسل بارد وشراب، أي يغتسل به ويشرب منه، ولما أمره الله بذلك ركض برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل فيها، فلم يبق عليه شيء من الداء وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان، ثم ضرب برجله فنبعت عين أخرى فشرب منها فلم يبق في جوفه داء إلا خرج، فقام صحيحا، وكسي حلة. وقال السدي: جاءه جبريل عليه السلام بحلة من الجنة فألبسها.

فإن قلت: كان يكفيه ركضة واحدة.

قلت: الركضة الأولى لزوال الضرر والثانية دليل الفرح والطرب بالعافية بشربة منها، وإنما خص الرجل بالركض; لأن العادة جارية بأن تنبع الماء من تحت الرجل فكان ذلك معجزة له.

قوله: " يركضون " أشار به إلى ما في قوله تعالى: إذا هم منها يركضون وفسره بقوله: "يعدون" وفسره الفراء بقوله: "يهربون" ووجه ذكر هذا كون اركض ويركضون من مادة واحدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية