صفحة جزء
3213 وقال غيره: كلما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة


أشار بهذا إلى تفسير "عقدة" في قوله تعالى: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني وروى الطبري بإسناده من طريق السدي قال: لما تحرك موسى أخذته آسية امرأة فرعون ترقصه، ثم ناولته لفرعون، فأخذ موسى بلحية فرعون، فنتفها فاستدعى فرعون بالذباحين، فقالت آسية: إنه صبي لا يعقل فوضعت له جمرا وياقوتا، وقالت: إن أخذ الياقوت فاذبحه وإن أخذ الجمر فاعرف أنه لا يعقل، فجاء جبريل عليهم الصلاة والسلام، فطرح في يده جمرة، فطرحها في فيه، فاحترقت لسانه، فصارت في لسانه عقدة من يومئذ. وقيل: لما وضع فرعون موسى في حجره تناول لحيته ومدها ونتف منها، وكانت لحيته طويلة سبعة أشبار، وكان هو قصيرا، ويقال: لطم وجهه وكان يلعب بين يديه، ويقال: كان بيده قضيب صغير يلعب به فضرب به رأسه، فعند ذلك غضب غضبا شديدا، وتطير منه، وقال هذا عدوي المطلوب، ثم جرى ما ذكرناه.

فإن قلت: كيف لم تحرقه النار يوم التنور التي ألقي فيها، وأحرقت لسانه في هذا اليوم؟

قلت: لأنه قال يوما لفرعون: يا بابا، فعوقب لسانه ولم تعاقب يده; لأنها مدت لحية فرعون، ولهذا ظهرت المعجزة في اليد دون اللسان تخرج بيضاء من غير سوء وقيل: لم يحترق في التنور ليدوم له الأنس بينه وبين النار ليلة التكليم، وقيل إنما لم تحترق يده ليجاهد بها فرعون بحمل العصا.

قوله: "تمتمة" هي التردد في النطق بالتاء المثناة من فوق.

قوله: "أو فأفأة" هي التردد في النطق بالفاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية