صفحة جزء
3247 قال رب أنى يكون لي غلام، إلى قوله: ثلاث ليال سويا. ويقال: صحيحا.


أشار به إلى ما في قوله تعالى: قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج

قوله: قال رب ؛أي: قال زكريا: يا رب أنى يكون لي غلام، أي: من أين يكون لي غلام، أو كيف يكون لي غلام والحال أن امرأتي عاقر وأنا قد بلغت من الكبر عتيا.

قوله: قال كذلك ؛أي: قال جبريل -صلى الله عليه وسلم- إن الأمر كذلك كما قيل لك من هبة الولد على الكبر.

قوله: هو علي هين ؛أي: خلقه علي هين بأن أرد عليك قوتك حتى تقوى على الجماع وأفتق رحم امرأتك.

قوله: وقد خلقتك من قبل ؛أي: أوجدتك من قبل يحيى ولم تك شيئا؛ لأن المعدوم ليس بشيء أو شيئا لا يعتد به.

قوله: قال رب ؛أي: قال زكريا يا رب اجعل لي آية، أي: علامة على حمل امرأتي.

قوله: قال آيتك ؛أي: قال الله عز وجل علامتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا - منصوب على الحال - أي: وأنت صحيح سليم الجوارح عن سوء الخلق ما بك خرس ولا بكم، ودل ذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران على أن المنع من الكلام استمر به ثلاثة أيام ولياليهن.

التالي السابق


الخدمات العلمية