صفحة جزء
3251 باب قوله تعالى: إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم إلى قوله: فإنما يقول له كن فيكون


أي: هذا باب في بيان قوله تعالى " إذ قالت الملائكة " إلى آخره، وفي بعض النسخ: " باب قول الله تعالى "، وليس في بعضها " إلى قوله... " إلى آخره، وقد مر الكلام في هذه الترجمة في الباب الذي قبل الباب المجرد الذي قبل هذا الباب.

قوله: (إلى قوله)؛ أي اقرأ إلى قوله: " فإنما يقول له كن فيكون "، وهو قوله: وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

قوله: وجيها ؛أي: شريفا ذا جاه وقدر.

قوله: ومن المقربين ؛أي: عند الله بالثواب والكرامة.

قوله: ويكلم الناس في المهد ؛يعني صغيرا في حجر أمه، وقيل: في الموضع الذي مهد للنوم، روي عنها أنها قالت: كنت إذا خلوت به أحادثه ويحادثني، فإذا شغلني عنه إنسان يسبح في بطني وأنا أسمع.

واختلفوا هل كان نبيا في وقت كلامه؟ فقيل: نعم لظهور المعجزة. وقيل: لا، وإنما جعل ذلك تأسيسا لنبوته.

قوله: وكهلا ، قال الزمخشري: " في المهد " نصب على الحال، و" كهلا " عطف عليه، بمعنى: ويكلم الناس طفلا وكهلا، يعني يكلم في هاتين الحالتين بكلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قوله: ومن الصالحين ؛أي: [ ص: 25 ] في قوله وعمله.

قوله: ولم يمسسني بشر ؛أي: لم يصبني رجل.

قوله: إذا قضى أمرا ؛أي: إذا أراد تكوينه " فإنما يقول له كن فيكون "، لا يتأخر من وقته، بل يوجد عقيب الأمر بلا مهلة.

التالي السابق


الخدمات العلمية