صفحة جزء
3253 " فأجاءها " أفعلت من جئت، ويقال: ألجأها اضطرها.
أشار به إلى ما في قوله تعالى: " فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة "، وأشار بقوله: " أفعلت من جئت " إلى أن لفظ أجاء مزيد جاء، تقول: جئت إذا أخبرت عن نفسك، ثم إذا أردت أن تعدي به إلى غيرك تقول: أجأت زيدا، وهنا كذلك بالتعدية لأن الضمير في: " فأجاءها " يرجع إلى مريم، وفاعل: " أجاء " هو قوله: " المخاض " أي: الطلق " إلى جذع النخلة " أي: ساقها، وكانت نخلة يابسة في الصحراء ليس لها رأس ولا ثمر ولا خضرة وقصتها مشهورة.

قوله: (ويقال: ألجأها اضطرها) إشارة إلى أن بعضهم قال: إن معنى " فأجاءها " ألجأها؛ يعني ألجأها المخاض إلى جذع النخلة. وقال الزمخشري: إن أجاء منقول من جاء، إلا أن استعماله تغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية