صفحة جزء
3307 8 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي مسعود، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: من هاهنا جاءت الفتن نحو المشرق والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر.


مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله: في ربيعة ومضر؛ فإنهما قبيلتان، ولما فسر الكرماني هذا الحديث، والذي بعده، قال: (فإن قلت): ما وجه مناسبتهما بالترجمة؟ قلت: ضرورة أن الناس باعتبار الصفات كالقبائل، وكون الأتقى منهم فيها أكرم، وفي القلب منه ما لا يخفى على الفطن.

وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وقيس هو أبي حازم البجلي، وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري.

قوله: " يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم "، إنما قال كذلك؛ لأنه أعم من أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيره عنه... قوله: " نحو المشرق "، هو بيان أو بدل لقوله هاهنا. قوله: " في الفدادين " بالتشديد، وهم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم، ومواشيهم، وبالتخفيف هي البقرة التي تحرث، واحدها: فدان مشددا. وقال ابن الأثير: يقال: فدا الرجل يفد فديدا: إذا اشتد صوته، وقيل: الفدادون هم المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمالون، والبقارون، والحمارون، والرعيان. قوله: " أهل الوبر"، أي: أهل البوادي، والوبر بفتح الواو، والباء الموحدة، وفي آخره راء هو وبر الإبل، سمي بذلك لأنهم يتخذون بيوتهم منه. قوله: " عند أصول أذناب الإبل "، هو عبارة عن جلبتهم عند سوقها... قوله: " في ربيعة ومضر "، بدل من الفدادين.

التالي السابق


الخدمات العلمية