صفحة جزء
3349 49 - حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث قال: صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه. وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي، وعلي يضحك.


مطابقته للترجمة من حيث إن أبا بكر شبه الحسن بالنبي في خلقه بالفتح، وهي صفته صلى الله عليه وسلم.

ذكر رجاله، وهم خمسة: الأول: أبو عاصم الضحاك بن مخلد المشهور بالنبيل. الثاني: عمرو بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي. الثالث: عبد الله بن أبي مليكة، بضم الميم. الرابع: عقبة بن الحارث بن عامر القرشي النوفلي أبو سروعة المكي.

(ذكر لطائف إسناده) فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع، وفيه القول في موضع، وفيه أن شيخه من أفراده، وهو بصري، والبقية كلهم مكيون، وفيه عن ابن أبي مليكة. وفي رواية الإسماعيلي: أخبرني ابن أبي مليكة، وفي أخرى: حدثني، وفيه: عن عقبة بن الحارث. وفي رواية الإسماعيلي: أخبرني عقبة بن الحارث.

والحديث أخرجه [ ص: 103 ] البخاري أيضا في فضل الحسن رضي الله تعالى عنه، عن عبدان، عن ابن المبارك. وأخرجه النسائي في المناقب، عن محمد بن عبد الله المخرمي.

(ذكر معناه). قوله: " ثم خرج يمشي ". وزاد الإسماعيلي في رواية: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي رضي الله تعالى عنه يمشي إلى جانبه. قوله: " وقال: بأبي "، أي: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: بأبي، أي: أفديه بأبي أو هو مفدى بأبي. وقال الكرماني: بأبي قسم، وفيه نظر. قوله: " شبيه بالنبي "، أي: هو شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم لا شبيه بعلي، يعني: أباه ابن أبي طالب. قوله: " وعلي يضحك " جملة حالية، وضحكه يدل على أنه وافق أبا بكر رضي الله تعالى عنه على أن الحسن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عمر رضي الله عنه: كان المشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة، وهم: جعفر بن أبي طالب، والحسن بن علي، وقثم بن العباس، وأبو سفيان بن الحارث، والسائب بن عبيد رضي الله تعالى عنهم، وقد قيل في ذلك شعر.


بخمسة شبه المختار من مضر يا حسن ما خولوا من شبهه الحسن     بجعفر وابن عم المصطفى قثم
وسائب وأبي سفيان والحسن

وفي عيون الأثر: وممن كان يشبهه صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عامر بن كعب بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس رآه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم صغيرا، فقال: هذا يشبهنا، وذكر في المرآة منهم مسلم بن معتب، وأنس بن ربيعة بن مالك البياضي البصري من بني أسامة بن لؤي، وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقه وخلقه، وكان أنس بن مالك إذا رآه عانقه وبكى. وقال: من أراد أن ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذا، وبلغ معاوية بن أبي سفيان خبره، فاستقدمه فلما دخل عليه قام، واعتنقه، وقبل ما بين عينيه، وأقطعه مالا وأرضا، فرد المال وقبل الأرض.

وفي الحديث فضيلة أبي بكر، ومحبته لآل النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ترك الصبي المميز يلعب؛ لأن الحسن إذ ذاك كان ابن سبع سنين، وقد سمع من النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. وحفظ عنه، ولعبه محمول على ما يليق لمثله في ذلك الزمان من الأشياء المباحة، بل يحمل على ما فيه تمرين وتنشيط ونحو ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية