صفحة جزء
3384 84 - حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي الله عنه قال: كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض، ومج في البئر فمكثنا غير بعيد، ثم استقينا حتى روينا، ورويت أو صدرت ركابنا.


مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق يروي عن جده أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه. والحديث من أفراده.

قوله: " أربع عشرة مائة "، كان القياس أن يقال: ألفا وأربعمائة، لكن قد يستعمل بترك الألف، واعتبار المئات أيضا، وكذلك الكلام في رواية جابر: كنا خمس عشرة مائة، والقياس أن يقال: ألفا وخمسمائة، وكذلك الكلام في رواية مسلم من حديث إياس بن سلمة، عن أبيه قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أربع عشرة مائة، وفي التوضيح في قول جابر: كنا خمس عشرة مائة. قال ابن المسيب: هذا وهم، وكانوا أربع عشرة مائة، وعلى هذا مالك وأكثر الرواة، وقيل: كانوا ثلاث عشرة مائة، فإذا كان أكثر الرواة على أربع عشرة مائة يحمل قول من يزيد على هذا مائة أو ينقص مائة على عدد من انضم إلى المهاجرين والأنصار من العرب، فمنهم من جعل المضافين إليهم مائة، ومنهم من جعل المهاجرين والأنصار ثلاث عشرة مائة، ولم يعدوا المضافين إليهم لكونهم أتباعا. قوله: " على شفير البئر "، أي: حده وطرفه. قوله: " ورويت "، بكسر الواو. قوله: " أو صدرت "، أي: رجعت. قوله: " ركابنا " بكسر الراء، أي: الإبل التي تحمل القوم.

التالي السابق


الخدمات العلمية