صفحة جزء
3476 176 - حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد العزيز الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر: بأمي وأبي يا رسول الله أعليك أغار.


[ ص: 193 ] مطابقته للترجمة: في قوله: " ورأيت قصرا "... إلى آخره.

وحجاج بن منهال بكسر الميم وسكون النون السلمي الأنماطي البصري، وعبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة، وفي رواية أبي ذر: " عبد العزيز بن الماجشون " بزيادة لفظ ابن، وقد مر تفسير الماجشون، وهو لقب جده، ويلقب به أولاده.

والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن محمد بن الفرج، وأخرجه النسائي في المناقب عن نصير بن الفرج.

قوله: " رأيتني " أي: رأيت نفسي، " ودخلت الجنة " جملة حالية.

قوله: " فإذا " كلمة إذا المفاجأة.

قوله: " بالرميصاء "، وهو مصغر الرمصاء مؤنث الأرمص بالراء والصاد المهملة، ولقبت بها لرمص كان بعينها، واسمها سهلة، وقيل: رميلة، وقيل: غير ذلك. وقيل: هو اسمها، ويقال فيه بالغين المعجمة بدل الراء. وهي بنت ملحان بكسر الميم وبالحاء المهملة، ابن خالد بن زيد الأنصارية، زوجة أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري. وهي أم أنس بن مالك، خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وهي أخت أم حرام بنت ملحان. وقال أبو داود: هو اسم أخت أم سليم من الرضاعة، وجوز ابن التين أن يكون المراد امرأة أخرى لأبي طلحة.

قوله: " خشفة " بفتح المعجمتين والفاء أي: حركة وزنا ومعنى، قاله بعضهم. وفي التوضيح: هو بفتح الخاء وسكون الشين، وحكى شمر فتحها أيضا. وقال الكرماني: بفتح الخاء وسكون الشين الحس والحركة. وقال أبو عبيد: الخشفة الصوت ليس بالشديد، يقال: خشف يخشف خشفا إذا سمعت له صوتا أو حركة. وقيل: وأصله صوت دبيب الحيات. وقال الفراء: الخشفة الصوت للواحد، والخشفة الحركة إذا وقع السيف على اللحم. ومعنى الحديث هنا: ما يسمع من حس وقع القدم.

قوله: " فقال هذا بلال " القائل يحتمل أن يكون جبريل عليه الصلاة والسلام أو ملكا من الملائكة، ويحتمل أن يكون بلالا نفسه.

قوله: " بفنائه " بكسر الفاء وبالمد ما امتد مع القصر من جوانبه من خارج. وقال الداودي: قد يقال للقصر نفسه: فناء.

قوله: " فقال: لعمر "، وفي رواية الكشميهني: " فقالوا " القائل إما جبريل كما قلنا، والقائلون جمع من الملائكة، ويروى: " فقالت " أي: الجارية.

قوله: " بأبي وأمي " أي: أنت مفدى بهما، أو أفديك بهما.

قوله: " أعليك أغار " هذا من القلب؛ لأن الأصل: " أعليها أغار منك ". وقال الكرماني: والأصل أن يقال: أمنك أغار عليها؟ ثم أجاب بأن لفظ عليك ليس متعلقا بقوله: " أغار "، بل معناه: أمستعليا عليك أغار عليها، مع أن كون الأصل ذلك ممنوع فلا محظور فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية