صفحة جزء
337 ( باب : : الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء )
أي : : هذا باب يبين فيه الصعيد الطيب إلى آخره ، وباب بالتنوين . قوله : " الصعيد " مبتدأ " والطيب " صفته ، و . قوله : " وضوء المسلم " خبره ، وقد ذكرنا عن قريب معنى الصعيد الطيب . قوله : " يكفيك " أي : : يجزيه ويغنيه عن الماء عند عدمه حقيقة أو حكما ، ومثل هذه الترجمة روى البزار من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا وصححه ابن القطان ، وقال الدارقطني : الصواب إرساله ، وروى أبو داود من حديث أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر " اجتمعت غنيمة عند رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - الحديث ، وفيه : فقال : " الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين " ، ورواه الترمذي أيضا وقال : حديث حسن صحيح ، ورواه النسائي وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، وقال : حديث صحيح ، ولم يخرجاه ولا يلتفت إلى تضعيف ابن القطان لهذا الحديث بعمرو بن بجدان لكون حاله لا يعرف ، ويكفي تصحيح الترمذي إياه في معرفة حال عمرو بن بجدان ، وبجدان بضم الباء الموحدة وسكون الجيم بعدها دال مهملة ، وفي آخره نون . قوله : " ولو إلى عشر سنين " المراد بها الكثرة لا العشرة بعينها ، وتخصيص العشرة لأجل الكثرة لأنها منتهى عدد الآحاد ، والمعنى أن له أن يفعل التيمم مرة بعد أخرى وإن بلغت مدة عدم الماء إلى عشر سنين ، وليس معناه أن التيمم دفعة واحدة يكفيه عشر سنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية