صفحة جزء
3508 207 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة، أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني: مال الله، ليس لهم أن يزيدوا على المأكل، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد علي، ثم قال: إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك، وذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم، فتكلم أبو بكر فقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي.


مطابقته للترجمة تستأنس من قوله: " لقرابة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم... إلى آخره.

وأبو اليمان، بفتح الياء آخر الحروف الحكم بن نافع، وهذا الإسناد بعينه قد مر غير مرة. والحديث مر بأتم من هذا في أول كتاب الخمس.

قوله: " تطلب صدقة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " إن قيل: كيف تطلب الصدقة، وهي لجميع المؤمنين؟ يقال: إن معناه تطلب ما هي صدقة في الواقع ملك لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بحسب اعتقادها.

قال الكرماني: فلفظ الصدقة هو لفظ الراوي.

قوله: " لا نورث " قيل: إن فاطمة لم تكن علمت هذا. قوله: " لا نورث ".

وفيه أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان أبقى رباعه لقوت أهله في حياته ومماته، وما يعرض له من أمور المسلمين.

وفيه أن خيبر خمست.

وفيه أنه كان له في الخمس حظ.

وفيه أن لبني هاشم حقا في مال الله وهو من الفيء والخمس والجزية وشبه ذلك ليتنزهوا عن الصدقة.

قوله: " فتشهد علي " قال صاحب (التوضيح): وهذا إلى آخره ليس من هذا الحديث، إنما كان ذلك بعد موت فاطمة، وقد أتي به في موضع آخر.

قوله: " فتكلم أبو بكر... إلى آخره "، قاله على سبيل الاعتذار عن منعه إياها ما طلبته منه من تركة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية