صفحة جزء
3591 290 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: أهديت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حلة حرير، فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها، فقال: أتعجبون من لين هذه لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين " رواه قتادة، والزهري، سمعا أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.


مطابقته للترجمة في قوله " لمناديل سعد بن معاذ خير منها "، وجاء فيه: " لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترون، وفيه منقبة عظيمة له، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، والحديث أخرجه مسلم في الفضائل عن أبي موسى، وبندار، وعن محمد بن عمرو.

قوله: " أهديت " كان الذي أهداها أكيدر دومة كما بينه في حديث أنس في كتاب الهدية في باب قبول الهدية من المشركين، وفيه: " لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا "، وتخصيص سعد به قيل: لأنه كان يعجبه ذلك الجنس من الثوب، أو لأجل كون اللامسين المتعجبين من الأنصار، فقال: مناديل سيدكم خير منها، قال الطيبي: مناديل جمع منديل وهو الذي يحمل في اليد، وقال ابن الأعرابي وغيره: هو مشتق من الندل وهو النقل لأنه ينقل من واحد، وقيل: من الندل وهو الوسخ لأنه يندل به، إنما ضرب المثل بالمناديل لأنها ليست من علية الثياب، بل هي تتبدل في أنواع من المرافق يتمسح بها الأيدي وينفض بها الغبار عن البدن، ويعطى بها ما يهدى، وتتخذ لفائف للثياب، فصار سبيلها سبيل الخادم، وسبيل سائر الثياب سبيل المخدوم، فإذا كان أدناها هكذا فما ظنك بعليتها. قوله: " رواه قتادة " روايته وصلها البخاري في الهبة، والزهري، أي: ورواه الزهري أيضا، ووصل البخاري روايته في اللباس على ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية