صفحة جزء
3617 (باب بنيان الكعبة)


أي: هذا باب في بيان بنيان الكعبة على يد قريش في حياة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قبل بعثته، وذكر ابن إسحاق وغيره أن قريشا لما بنت الكعبة كان عمر النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - خمسا وعشرين سنة، وروى إسحاق بن راهويه من [ ص: 288 ] طريق خالد بن عرعرة، عن علي رضي الله تعالى عنه في قصة بناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام البيت قال: فمر عليه الدهر فانهدم فبنته العمالقة، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته جرهم، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش ورسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يومئذ شاب، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر الأسود اختصموا فيه فقالوا: يحكم بيننا أول من يخرج من هذه السكة فكان النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أول من خرج منها، فحكم بينهم أن يجعلوه في ثوب ثم يرفعه من كل قبيلة رجل، وذكر أبو داود الطيالسي في الحديث أنهم قالوا: نحكم أول من يدخل من باب بني شيبة فكان النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أول من دخل منه، فأخبروه، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل فخذ أن يأخذ بطائفة من الثوب، فرفعوه ثم أخذه فوضعه بيده، وذكر الفاكهي أن الذي أشار عليهم أن يحكموا أول داخل أبو أمية بن المغيرة المخزومي أخو الوليد. واختلفوا في أول من بنى الكعبة، فقيل: أول من بناها الملائكة ليطوفوا خوفا من الله حين قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها الآية...، وقيل: أول من بناها آدم عليه السلام، ذكره ابن إسحاق، وقيل: أول من بناها شيث عليه السلام، وكان في عهد آدم البيت المعمور فرفع، وقيل: رفع وقت الطوفان، وقيل: كانت تسعة أذرع من عهد إبراهيم عليه السلام ولم يكن لها سقف، ولما بناها قريش قبل الإسلام زادوا فيها تسعة أذرع فكانت ثمان عشرة ذراعا، ورفعوا بابها من الأرض لا يصعد إليها إلا بدرج أو سلم، وذلك حين سرق دويك مولى بني مليح مال الكعبة، وأول من عمل لها غلقان تبع " ثم لما بناها ابن الزبير زاد فيها تسعة أذرع أخرى فكانت سبعا وعشرين ذراعا، وعلى ذلك هي إلى الآن.

التالي السابق


الخدمات العلمية