صفحة جزء
3621 316 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال: كان عمرو يقول: حدثنا سعيد بن المسيب عن أبيه، عن جده قال: جاء سيل في الجاهلية فكسا ما بين الجبلين، قال سفيان: ويقول: إن هذا لحديث له شأن.


[ ص: 290 ] مطابقته للترجمة في قوله " في الجاهلية "، وعلي بن عبد الله هو المعروف بابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار، وفي رواية الإسماعيلي: حدثنا عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب التابعي الكبير الفقيه، ومسيب هو ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أبو محمد المدني، مات سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وسبعين سنة، وهو يروي عن أبيه المسيب بتشديد الياء آخر الحروف المفتوحة وحكي كسرها، وكان المسيب ممن بايع تحت الشجرة، وكان تاجرا، وقال النووي: قال الحفاظ: لم يرو عن المسيب إلا ابنه سعيد قال: وفيه رد على الحاكم أبي عبد الله الحافظ فيما قال لم يخرج البخاري عن أحد ممن لم يرو عنه إلا راو واحد، قال: ولعله أراد من غير الصحابة، والمسيب هو ابن حزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وفي آخره نون، وكان من المهاجرين، ومن أشراف قريش في الجاهلية، وقال أبو عمر: قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - لحزن: " ما اسمك " قال: حزن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أنت سهل " فقال: اسم سماني به أبي، ويروى أنه قال له: إنما السهولة للحمار، قال سعيد بن المسيب: فما زالت الحزونة تعرف فينا حتى اليوم.

وفيه أخرج البخاري أيضا في الأدب عن إسحاق بن نصر، وعلي بن عبد الله، ومحمود على ما سيجيء إن شاء الله تعالى.

قوله: " في الجاهلية " أي: قبل الإسلام. قوله: " فكسا ما بين الجبلين " أي: غطى ما بين جبلي مكة المشرفين عليها. قوله: " قال سفيان " هو الراوي. قوله: " ويقول " أي: عمرو المذكور. قوله: " شأن " أي قصة طويلة، وذكر موسى بن عقبة أن السيل كان يأتي من فوق الردم بأعلى مكة فيخربه، فتخوفوا أن يدخل الماء الكعبة فأرادوا تشييد بنيانها، فكان أول من طلعها وهدم منها شيئا الوليد بن المغيرة، وذكر القصة، قال الكرماني: الحكمة في أن البيت ضبط في طوفان نوح عليه الصلاة والسلام من الغرق ورفع إلى السماء، وفي هذا السيل قد غرق، إنه لعله كان ذلك عذابا وهذا لم يكن عذابا، انتهى. (قلت): هذا تصرف عجيب لأنه لما جاء الطوفان كان البيت المعمور موضع البيت، ولما أهبط الله آدم عليه السلام إلى الأرض أتى إليه من الهند، وقيل: لما آل الأمر إلى شيث بنى الكعبة، وذكر ابن هشام أن الماء لم يعله حين الطوفان ولكنه قام حوله وبقي في الهواء إلى السماء، وأن نوحا عليه الصلاة والسلام طاف به هو ومن معه في السفينة، ثم بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية