صفحة جزء
3670 365 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن سفيان ، حدثنا عبد الملك ، حدثنا عبد الله بن الحارث ، حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم - : ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ، قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار .


مطابقته للترجمة من حيث إن فيه بعض قصة أبي طالب ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري ، وعبد الملك هو ابن عمير ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعباس عم جده .

والحديث أخرجه أيضا في الأدب عن موسى بن إسماعيل ، وأخرجه مسلم في الإيمان عن محمد بن أبي بكر ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عبد الملك ، وعن محمد بن حاتم ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وعن محمد بن يحيى .

قوله : " ما أغنيت عن عمك " أي : أي شيء دفعته عنه ، وماذا نفعته ؟ قوله : " يحوطك " من حاطه إذا صانه وحفظه وذب عنه ، وتوفر على مصالحه . قوله : " في ضحضاح " بفتح الضادين المعجمتين ، وسكون الحاء المهملة الأولى ، وهو قريب القعر ، وضحضح الشراب إذا دق ، ويقال : هو استعارة ; فإن الضحضاح من الماء ما يبلغ الكعب ، ويقال أيضا : لما قرب من الماء ، والمعنى أنه خفف عنه العذاب .

وروى البزار من حديث جابر قيل للنبي عليه السلام : هل نفعت أبا طالب ؟ قال : " أخرجته من النار إلى ضحضاح منها " . قوله : " في الدرك " بفتح الراء وسكونها ، وفيه التصريح بتفاوت عذاب أهل النار . فإن قلت : أعمال الكفرة هباء منثورا لا فائدة فيها . قلت : هذا النفع من بركة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه .

( فإن قلت ) : روى ابن إسحاق من حديث ابن عباس أن أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أن يقول لا إله إلا الله ، فأبى ، فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه ، فأصغى إليه ، فقال : يا ابن أخي ، والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها . ( قلت ) : في سنده من لم يسم ، ولو كان صحيحا لعارضه حديث الباب ; لأنه أصح منه فضلا ، عن أنه لم يصح .

التالي السابق


الخدمات العلمية