صفحة جزء
3677 قال أبو عبد الله ، قال ابن عيينة : أحدهما البراء بن معرور .


أبو عبد الله هو البخاري : أي قال البخاري نفسه ، قال سفيان بن عيينة راوي الحديث : أحد الخالين البراء بتخفيف الراء ، وبالمد ابن معرور بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى ، قال أبو عمر : المعرور هو ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر ، وأمه الرباب بنت النعمان ، وهو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى ، وكان سيد الأنصار وكبيرهم ، وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها ، وأول من أوصى بثلث ماله ، مات في حياة [ ص: 32 ] النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قبل قدومه - صلى الله تعالى عليه وسلم - المدينة بشهر في صفر ، ولما قدم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - المدينة أتى قبره في أصحابه ، وكبر عليه أربعا ، وصلى ، وفي بعض النسخ موضع قال أبو عبد الله قال عبد الله بن محمد ، وهو الجعفي أن ابن عيينة قال : أحدهما البراء بن معرور ، كذا في رواية أبي ذر وغيره ، ووقع في رواية الإسماعيلي قال سفيان : خالاه : البراء بن معرور ، وأخوه ولم يسمه ، واعترض الدمياطي قول سفيان في الحديث ، فقال : هذا وهم ; لأن أم جابر هي أنيسة بنت غنمة بن عدي ، وأخواها ثعلبة وعمرو هما خالا جابر ، وقد شهد العقبة الأخيرة ، وأما البراء بن معرور فليس هو من أخوال جابر انتهى .

وقال بعضهم : لكنه من أقارب أمه ، وأقارب الأم يسمون أخوالا مجازا ، ( قلت ) : لا ضرورة إلى الذهاب إلى المجاز من غير داع له مع شهرة النسب فيما بينهم ; لأن ثعلبة وعمرا ابنا غنمة بن عدي بن سنان بن عبيد ابن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، وشهد ثعلبة العقبة في السبعين ، وشهد بدرا ، وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة ، قتل يوم الخندق شهيدا ، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، قال أبو عمر : وقيل قتل يوم خيبر شهيدا ، وأما عمرو أخوه فإنه شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة ، وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية ، ومات وليس له عقب ، وقال صاحب التوضيح : قال شيخنا في شرحه : يريد والله أعلم بخالاي عبس بن عامر بن عدي بن سنان بن عبيد ، وخالد بن عدي بن سنان ، وذلك أن أمه أنيسة بنت غنمة ، وهذا أقرب من قول ابن عيينة : أحدهما البراء بن معرور ، وأخوه ; لأنهم كلهم شهدوا العقبة ; لأن البراء من بني خنساء بن سنان بن عبيد إلى آخر ما ذكره الآن انتهى .

( قلت ) : كأنه أراد بشيخه علاء الدين مغلطاي ، فإن له شرحا على البخاري ، واعترض عليه بعضهم ممن عاصرناه من أصحاب الدعاوى العريضة ، فقال : أما عبس فقد رأيناه في الصحابة ، وأما خالد بن عدي بن سنان فلم نره في الصحابة إنما كان في كتاب ابن الأثير خالد بن عدي كان ينزل الأشعر ، ( قلت ) : قال أبو عمر خالد بن عدي الجهني يعد في أهل المدينة ، وكان ينزل الأشعر ، روى عنه بشر بن سعيد ، وقال الذهبي له حديث في مسند أبي يعلى .

التالي السابق


الخدمات العلمية