صفحة جزء
3681 باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة ، وقدومها المدينة ، وبنائه بها .


أي : هذا باب في بيان تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة رضي الله تعالى عنها ، وكان ينبغي أن يقول : باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقع هكذا في بعض النسخ ، وقال الكرماني : التزويج بمعنى التزوج نحو التقديم بمعنى التقدم ، والمراد تزويجه لنفسه إياها ، أو هو مضاف إلى المفعول الأول ، ( قلت ) : هذا موضع التأمل ، والصواب هو الذي وقع في بعض النسخ باب تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ووقع من رواية أبي ذر تزويج النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بدون لفظة باب : أي هذا بيان تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - . قوله : " وقدومها " : أي وفي بيان قدوم عائشة المدينة ، وكان قدوم عائشة مع أمها وأختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه إلى المدينة بعد أبي بكر ; لأن أبا بكر هاجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبعد أن استقر ركاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر بالمدينة بعد الهجرة بعثا زيد بن حارثة ، وأبا رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأتيا بأهاليهم من مكة ، وبعثا معهما بجملين وخمسمائة درهم ليشتريا بها إبلا من قديد ، فذهبا فجاآ ببنتي النبي - صلى الله عليه وسلم - : فاطمة وأم كلثوم ، وزوجته سودة وعائشة ، وأمها أم رومان ، فقدمن ، ونزلن بالسنح [ ص: 34 ] ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعائشة بالسنح في منزل أبي بكر ، وكان بعد الهجرة بسبعة أشهر أو ثمانية أشهر ، واختلفوا في سنها يومئذ ، فقال الواقدي : كانت بنت ست سنين ، وعن ابن عباس : سبع سنين ، والأصح أنها كانت بنت تسع سنين ; لأنه تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بنت ثمان عشرة سنة ، واختلفوا في أي شهر دخل بها ، فذكر البلاذري أنه في رمضان ، وعن ابن إسحاق ، والطبري في ذي القعدة بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر ، والأصح أنه في شوال ، لما روى مسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عائشة : " قالت : تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال ، وبنى بي في شوال " الحديث .

قوله : " وبنائه بها " : أي وفي بيان بناء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعائشة ، وقد اعترض على البخاري بأن الجوهري قال : العامة تقول : بنى بأهله وهو خطأ ، وإنما يقال : بنى على أهله ، ورد على المعترض بأن الفصحاء استعملوه بالباء ، والدليل عليه قول عائشة : " بنى بي في شوال " ، وسيأتي قول عروة في آخر الحديث ، وبنى بها ، والأصل في هذا أن الداخل على أهله يضرب عليه قبلة ليلة الدخول ، ثم قيل لكل داخل بأهله : بان .

التالي السابق


الخدمات العلمية