صفحة جزء
3687 قال يحيى بن حمزة : وحدثني الأوزاعي ، عن عطاء بن أبي رباح قال : زرت عائشة رضي الله عنها مع عبيد بن عمير الليثي فسألناها عن الهجرة فقالت : لا هجرة اليوم ، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله تعالى وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - مخافة أن يفتن عليه ، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام ، واليوم يعبد ربه حيث شاء ، ولكن جهاد ونية .


مطابقته للترجمة ظاهرة . قوله : " قال يحيى بن حمزة " هو يحيى بن حمزة المذكور فيما قبله ، وهو متصل بما قبله . قوله : " زرت عائشة " ، وقد مضى في أبواب الطواف من الحج أنها كانت حينئذ مجاورة في جبل ثبير . قوله : " فسألناها عن الهجرة " : أي التي كانت قبل الفتح واجبة إلى المدينة ، ثم نسخت بقوله : " لا هجرة بعد الفتح " ، ووقع عند الأموي في المغازي من وجه آخر ، عن عطاء فقالت : إنما كانت الهجرة قبل فتح مكة والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة . قوله : " لا هجرة اليوم " : أي بعد الفتح . قوله : " وأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام " ; لأن مكة صارت بعد الفتح دار إيمان ، ودخل الناس في الإسلام في جميع القبائل ، فارتفعت الهجرة الواجبة ، وبقي الاستحباب . قوله : " ولكن جهاد " : أي ولكن جهاد هو هجرة ، يعني لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار : أي ما دام في الدنيا دار كفر ، فالهجرة واجبة منها على من أسلم ، وخشي أن يفتن عن دينه . قوله : " ونية " : أي ثواب النية في الهجرة ، أو في الجهاد ، وتقدم الكلام فيه في أول كتاب الجهاد .

التالي السابق


الخدمات العلمية