صفحة جزء
345 ( وقال أبو حازم عن سهل : صلوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عاقدي أزرهم على عواتقهم )
هذا تعليق أخرجه المصنف مسندا في الباب الثالث وهو باب : إذا كان الثوب ضيقا ، عن مسدد حدثنا يحيى عن سفيان ، قال : حدثنا أبو حازم عن سهل . ومطابقته للترجمة ظاهرة ، وإنما ذكر بعض هذا الحديث ههنا معلقا مع أنه ذكره بتمامه في الباب الثالث لأجل الترجمة المذكورة ، وذكر هذه الترجمة لتأكيد ستر العورة ؛ لأنه إذا عقد إزاره في قفاه وركع لم تبد عورته ، وقال ابن بطال : عقد الإزار على القفا إذا لم يكن مع الإزار سراويل ، وأبو حازم بالحاء المهملة والزاي اسمه سلمة بن دينار الأعرج الزاهد المدني ، وسهل هو ابن سعد الساعدي ، أبو العباس الأنصاري الخزرجي ، وكان اسمه حزنا فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهلا ، مات سنة إحدى وتسعين ، وهو آخر من مات من الصحابة في المدينة . قوله : " صلوا " فعل ماض " وعاقدي أزرهم " أصله عاقدين أزرهم فلما أضيف سقطت منه النون وهي جملة حالية ، وفي رواية الكشميهني " عاقدوا أزرهم " فعلى هذا هو خبر مبتدأ محذوف أي : صلوا وهم عاقدو أزرهم ، والأزر بضم الهمزة وسكون الزاي جمع إزار ، وفي المحكم الإزار الملحفة ، والجمع أزرة ، وأزر حجازية ، وأزر تميمية ، وهو يذكر ويؤنث ، قال الداودي : سمي إزارا لأنه يشد به الظهر ، قال تعالى : فآزره وهو المئزر واللحاف والقرام والمقرم والعواتق جمع العاتق ، وهو موضع الرداء من المنكبين ، فيذكر ويؤنث .

التالي السابق


الخدمات العلمية