صفحة جزء
352 باب : إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه
أي : هذا باب فيه إذا صلى الرجل إلى آخره أي : فليجعل بعضه على عاتقيه ، وفي بعض النسخ : على عاتقه بالإفراد ، وفي بعضها فليجعل على عاتقه شيئا ، وفي المخصص ومن المنكبين إلى أصل العنق عاتقان ، وقال أبو عبيد : هو مذكر وقد أنث ، وقد قال أبو حاتم : وليس يثبت ، وزعموا أن هذا البيت مصنوع وهو :


لا صلح بيني فاعلموه ولا بينكم ما حملت عاتقي

والجمع عتق وعواتق ، وزاد في المحكم وعتق ، وعن اللحياني هو مذكر لا غير ، وفي الموعب : صفح العنق من موضع الرداء من الجانبين جميعا يقال له العاتق ، وقال أبو حاتم : روى من لا أثق به التأنيث ، وسألت بعض الفصحاء فأنكر التأنيث ، وقد أنشدني من لا أثق به بيتا ليس بمعروف ولا عن ثقة " لا صلح بيني " إلى آخره ، وقال ابن التياني : قال أبو عبيد : قال الأحمر : العاتق يذكر ويؤنث ، وأنشدنا : لا صلح بيني إلخ ، وقال ابن الأنباري عن الفراء مثله ، وفي الجامع : هو مذكر ، وبعض العرب يؤنث ، وأنكره بعضهم ، وقال : هذا لا يعرف ، وأما يعقوب بن السكيت فذكره مذكرا ومؤنثا من غير تردد ، وتبعه على ذلك جماعة منهم أبو نصر الجوهري ، وقد أنشد ابن عصفور في ذكر الأعضاء التي تذكر وتؤنث :


وهاك من الأعضاء ما قد عددته     يؤنث أحيانا وحينا يذكر
لسان الفتى والعنق والإبط والقفا     وعاتقه والمتن والضرس يذكر
وعندي ذراع والكراع مع المعا     وعجز الفتى ثم القريض المحبر
كذا كل نحوي حكى في كتابه     سوى سيبويه وهو فيهم مكبر
يرى أن تأنيث الذراع هو الذي     أتى وهو للتذكير في ذاك منكر

وقال صاحب دستور اللغة بديع الزمان : باب : الأسماء الخالية من علامات التأنيث ، والأسماء التي اشترك فيها التذكير والتأنيث ، وهي حدود مائتي اسم ونيف ، وعلامة المشترك يجمعها قوله نظما :

عين يمين عضد كف شكا     ل أذن سن معا رجل يد
قتب ذراع أصبع ناب عجو     ز عجز ساق كراع كبد
وحش جراد رجلها أروى سعي     ر زندها ذكاء طاغوت يد
ذود طباع خنصر روح شبا     خيل أتان وصف أنثى المفرد

وذكر بعد هذا أحد عشر بيتا على قافية الباء الموحدة ، وسبعة أبيات أخرى على قافية اللام .

التالي السابق


الخدمات العلمية