صفحة جزء
4235 32 - حدثني إسحاق، أخبرنا روح، حدثنا زكرياء بن إسحاق، حدثنا عمرو بن دينار، عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " قال ابن عباس: ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فليطعما مكان كل يوم مسكينا.


إسحاق هو ابن راهويه قال بعضهم: وقال صاحب التوضيح: إسحاق هو ابن إبراهيم كما صرح به أبو نعيم في مستخرجه، قلت: روى البخاري عن خمسة أنفس كل منهم يسمى إسحاق بن إبراهيم، ولم يبين أي إسحاق بن إبراهيم هو، والظاهر أنه إسحاق بن إبراهيم الذي يقال له راهويه؛ لأنه روى عن روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق المكي عن عمرو بن دينار المكي، عن عطاء بن أبي رباح المكي.

قوله: "يطوقونه" بضم الياء وتخفيف الطاء وتشديد الواو على البناء للمجهول، بمعنى يتكلفونه، وكذا وقع تفسيره عند النسائي، وهي قراءة ابن مسعود أيضا.

قوله: قال ابن عباس إلى آخره إشارة إلى أن ابن عباس لا يرى النسخ في هذا، وقد خالفه الجمهور، وحديث مسلمة الذي يأتي عن قريب يدل على أنها منسوخة، وحاصل الأمر أن النسخ ثابت في حق الصحيح المقيم بإيجاب الصيام عليه؛ لقوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه وأما الشيخ الفاني الهرم الذي لا يستطيع الصوم، فله أن يفطر ولا قضاء عليه.

ولكن هل يجب عليه إذا أفطر أن يطعم عن كل يوم مسكينا إذا كان ذا جدة؟ فيه قولان للعلماء: أحدهما لا يجب كالصبي، وهو أحد قولي الشافعي، والثاني وهو الصحيح وعليه أكثر العلماء: أنه يجب عليه فدية عن كل يوم كما فسره ابن عباس على قراءة "يطوقون" أي يتجشمونه كما قاله ابن مسعود وغيره، وهو اختيار البخاري حيث قال: وأما الشيخ الكبير إلخ، كما مر آنفا.

التالي السابق


الخدمات العلمية