صفحة جزء
4281 باب كنتم خير أمة أخرجت للناس


أي هذا باب في قوله تعالى كنتم خير أمة أي وجدتم خير أمة، وقيل: كنتم في علم الله خير أمة، وقيل: كنتم في الأمم قبلكم مذكورين بأنكم خير أمة، موصوفين به، وروى عبد بن حميد عن ابن عباس: هم الذين هاجروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم، وروى الطبري عن السدي قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو شاء الله عز وجل لقال: "أنتم خير أمة" ولو قال لكنا كلنا، ولكن هذا خاص بالصحابة ومن صنع مثل ما صنعوا كانوا خير أمة، وقال الواحدي: إن رءوس اليهود وعدد منهم جماعة منهم ابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم عبد الله بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم فنزلت، وقال مقاتل: نزلت في أبي ومعاذ وابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة، وذلك أن مالك بن الضيف ووهب بن يهودا قالا للمسلمين: ديننا خير مما تدعوننا إليه، ونحن خير وأوصل منكم، فنزلت، ويقال: هذا الخطاب للصحابة، وهو يعم سائر الأمة.

قوله: أخرجت " قال الزمخشري: أي أظهرت.

قوله: للناس " يعني خير الناس للناس، والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس; ولهذا قال تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وهذا هو الشرط في هذه الخيرية، وقال الزمخشري: تأمرون كلام مستأنف بين به كونهم خير أمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية