صفحة جزء
4285 باب والرسول يدعوكم في أخراكم


أي هذا باب في قوله تعالى والرسول يدعوكم وفي بعض النسخ: باب قوله: والرسول يدعوكم، وأول الآية إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون

قوله: إذ تصعدون " يعني اذكر يا محمد حين تصعدون من الإصعاد وهو الذهاب في الأرض، وقرأ الحسن تصعدون بفتح التاء يعني في الجبل.

قوله: ولا تلوون على أحد " أي والحال أنكم لا تلوون على أحد من الدهش والخوف والرعب، وقرأ الحسن "ولا تلؤن" أي لا تعطفون، ولما نبذ المشركون على المسلمين يوم أحد فهزموهم دخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليها، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس "إلي عباد الله إلي عباد الله" وهو معنى قوله والرسول يدعوكم في أخراكم يعني في ساقتكم وجماعتكم الأخرى، وهي المتأخرة.

قوله: "فأثابكم" أي فجازاكم غما بغم أي بسبب غم أذقتموه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: غما على غم، قال ابن عباس: الغم الأول بسبب الهزيمة وحين قيل قتل محمد - صلى الله عليه وسلم - والثاني حين علاهم المشركون فوق الجبل، وعن عبد الرحمن بن عوف: الغم الأول بسبب الهزيمة، والثاني حين قيل: قتل محمد عليه السلام، وكان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة، رواهما ابن مردويه، وروى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه نحو ذلك، وروى ابن أبي حاتم عن قتادة ذلك أيضا، وقال السدي: الغم الأول بسبب ما فاتهم من الغنيمة والفتح والثاني إشراف العدو عليهم، وقال مجاهد وقتادة: الغم الأول سماعهم قتل محمد - صلى الله عليه وسلم - والثاني ما أصابهم من القتل والجرح.

قوله [ ص: 151 ] لكيلا تحزنوا على ما فاتكم " أي من الغنيمة والظفر بعدوكم.

قوله: ولا ما أصابكم " من القتل والجرح، قاله ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف والحسن وقتادة والسدي.

التالي السابق


الخدمات العلمية