صفحة جزء
4289 باب ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية


أي هذا باب في قوله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية، هكذا وقع في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره سيقت الآية إلى آخرها، قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنها نزلت في مانعي الزكاة، وروى عطية العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ونبوته، وأراد بالبخل كتمان العلم الذي آتاهم الله عز وجل، وذكره الزجاج أيضا عن ابن جريج، واختاره، وفي تفسير أبي عبد الله بن النقيب أن هذه الآية الكريمة نزلت في البخيل بنفقة الجهاد، حيث كانت النفقة فيه واجبة، وقيل: نزلت في النفقة على العيال وذوي الأرحام إذا كانوا محتاجين.

قال الزمخشري: ولا تحسبن من قرأ بالتاء قدر مضافا محذوفا، أي ولا تحسبن بخل الذين يبخلون هو خيرا لهم، وكذلك من قرأ بالياء، وجعل فاعل يحسبن ضمير رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، أو ضمير أحد، ومن جعل فاعله "الذين يبخلون" كان المفعول الأول عنده محذوفا، تقديره: ولا تحسبن الذين يبخلون بخلهم هو خيرا لهم، والذي سوغ حذفه دلالة يبخلون عليه.

قوله: هو خيرا لهم " كلمة هو فصل، وقرأ الأعمش بغير هو.

قوله: سيطوقون " تفسير لقوله: بل هو شر لهم " أي سيلزمون وبال ما بخلوا به إلزام الطوق، وروى عبد الرزاق وسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي بإسناد جيد في هذه الآية: سيطوقون قال: بطوق من النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية