صفحة جزء
4290 باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا


أي هذا باب في قوله تعالى ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب الآية قال الواحدي عن كعب بن مالك: إن سبب نزولها هو أن كعب بن الأشرف كان يهجو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحرض عليه كفار قريش، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبها أخلاط منهم المسلمون ومنهم المشركون ومنهم اليهود أراد أن يستصلحهم، فكان المشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الإيذاء، فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم بالصبر على ذلك، وقال عكرمة: نزلت في سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذ بعث أبا بكر رضي الله تعالى عنه إلى فنحاص بن عازورا يستمده، فقال فنحاص: قد احتاج ربكم أن نمده.

وأول الآية لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب يعني اليهود في قولهم إن الله فقير ونحن أغنياء " وقولهم يد الله مغلولة " وما أشبه ذلك من افترائهم على الله.

قوله: ومن الذين أشركوا " يعني النصارى في قولهم: المسيح ابن الله وما أشبهه.

قوله أذى كثيرا قال الزجاج: مقصور يكتب بالياء، يقال: قد أذى فلان يأذى إذا سمع ما يسوؤه، وقال الجوهري: أذاه يؤذيه أذاءة وأذية.

التالي السابق


الخدمات العلمية