صفحة جزء
4306 باب فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا


أي هذا باب فيه قوله تعالى إذا جئنا الآية، أخبر الله تعالى بهذه الآية الكريمة عن هول يوم القيامة وشدة أمره وشأنه، فكيف يكون الأمر والحال يوم القيامة حين يجيء من كل أمة بشهيد يعني الأنبياء عليهم السلام، وقال الزمخشري: فكيف يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يشهد عليهم بما فعلوا وهو نبيهم كقوله وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم وجئنا بك على هؤلاء المكذبين شهيدا وفي التلويح: واختلف في المعنى بقوله "هؤلاء" من هم؟ فعند الزمخشري هم المكذبون، وقال مقاتل: هم كفار أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي تفسير ابن النقيب هم سائر أمته - صلى الله عليه وسلم - وإذا كان كذلك ففيه قولان: أحدهما أنه يشهد عليهم، والثاني أنه يشهد لهم، فعلى هذا يكون على بمعنى اللام، وقيل: المراد بهم أمة الكفار، وقيل: إنهم اليهود والنصارى، وقيل: هم كفار قريش دون غيرهم.

وفي الذي يشهد به أقوال أربعة:

الأول: أنه يشهد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ أمته، قاله ابن مسعود وابن جريج والسدي ومقاتل.

الثاني: أنه يشهد بإيمانهم قاله أبو العالية.

الثالث: أنه يشهد بأعمالهم، قاله مجاهد وقتادة.

الرابع: أنه يشهد لهم وعليهم، قاله الزجاج.

التالي السابق


الخدمات العلمية