صفحة جزء
4307 وقال جابر: كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها: في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، كهان ينزل عليهم الشيطان


أشار به إلى قوله تعالى يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت قوله: "كانت الطواغيت" هو جمع طاغوت، قال سيبويه: الطاغوت اسم واحد مؤنث، وقال أبو العباس محمد بن يزيد هو عندي جماعة، وقال ابن الأثير: الطاغوت يكون جمعا وواحدا، وقال الجوهري: وطاغوت وإن كان على وزن لاهوت فهو مقلوب؛ لأنه من طغى، ولاهوت غير مقلوب؛ لأنه من لاه؛ لأنه بمنزلة الرغبوت والرهبوت. انتهى.

قلت: أصله طغيوت، فقدمت الياء على الغين، فصار "طيغوت" فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، والطاغوت الكاهن والشيطان، وكل رأس في الضلال فهو طاغوت.

قوله: "في جهينة واحد" أي مسمى بطاغوت، وجهينة قبيلة، وكذلك أسلم على وزن أفعل التفضيل.

قوله: "كهان" بالرفع؛ لأنه خبر مبتدأ، أي الطواغيت المذكورة في القبائل كهان -بضم الكاف - جمع كاهن ينزل عليهم الشيطان فيلقي إليهم الأخبار، والكاهن هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، وهذا الأثر ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه عن الحسن بن الصباح، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني إبراهيم بن عقيل، عن أبيه عقيل بن معقل، عن وهب بن منبه قال: سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت ... الحديث، بزيادة: "وفي هلال واحد".

التالي السابق


الخدمات العلمية