صفحة جزء
تبوء تحمل


أشار به في قصة قابيل بن آدم إلى قول هابيل يقول لقابيل: إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك تحمل، ثم فسر تبوء بقوله: "تحمل" هكذا فسره مجاهد، رواه ابن المنذر، عن موسى: حدثنا أبو بكر، حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه، وعن ابن عباس وقتادة ومجاهد أي: بإثم قتلي وإثمك الذي عملته قبل ذلك. وقال ابن جرير: قال آخرون: معنى ذلك إني أريد أن تبوء بإثمي أي بخطيئتي، فتحمل أوزارها وإثمك في قتلك إياي، وقال: هذا قول وجدته عن مجاهد، وأخشى أن يكون غلطا؛ لأن الرواية الصحيحة عنه خلاف هذا، يعني ما رواه سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد: إني أريد أن تبوء بإثمي قال: بقتلك إياي "وإثمك" قال: بما كان قبل ذلك.

قلت: هذا هو الذي ذكرناه عنه مع ابن عباس الذي نص عليها بالصحة.

فإن قلت: قد روي ما ترك القاتل [ ص: 197 ] على المقتول من ذنب .

قلت: هذا الحديث لا أصل له، قاله الخطابي من المحدثين.

فإن قلت: روى البزار بإسناده من حديث عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه


قلت: هذا لا يصح ولئن صح فمعناه أن الله يكفر عن المقتول بإثم القتل ذنوبه، فأما أنه يحمل على القاتل فلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية