صفحة جزء
وقال غيره: الإغراء التسليط


أشار بلفظ الإغراء إلى قوله تعالى فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وفسر الإغراء بالتسليط.

وفي التفسير قوله: فأغرينا " أي: ألقينا. وقال الزمخشري: فأغرينا ألصقنا وألزمنا من غري بالشيء إذا لزمه فلصق به وأغراه به غيره، ومنه الغرى الذي يلصق به.

فإن قلت: ما أراد بقوله: وقال غيره؟ ومن هو هذا الغير؟ وإلى أي شيء يرجع الضمير؟

قلت: قال صاحب التوضيح: لعله يعني لعل البخاري يعني بالغير من فسر ما قبله، وقد نقلناه عن قتادة، انتهى.

قلت: قتادة لم يذكر صريحا فيما قبله حتى يرجع الضمير إليه، ولا ذكر فيما قبله ما يصلح أن يرجع إليه الضمير، والظاهر أن هنا شيئا سقط من النساخ، والصواب أن هذا ليس من البخاري، ولهذا لم يذكر في رواية النسفي ولا في بعض النسخ، ويحتمل أن يكون قوله عقيب هذا.

وقال ابن عباس: مخمصة مجاعة، مذكورا قبل قوله: "وقال غيره" أي: قال غير ابن عباس: الإغراء التسليط. ووقع من الناسخ أنه أخر هذا وقدم ذاك، ويقوي هذا الاحتمال ما وقع في رواية الإسماعيلي، عن الفربري بالإجازة، وقال ابن عباس: مخمصة مجاعة، وقال غيره: الإغراء التسليط. وهذا هو الصواب لا مرية فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية