صفحة جزء
4368 166 - حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا سعيد بن سليمان، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر.


مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد بن عبد الرحيم أبو يحيى كان يقال له: صاعقة، وسعيد بن سليمان البغدادي المشهور بسعدويه، وهشيم -مصغر الهشم- ابن بشير الواسطي، وأبو بشر -بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة- جعفر بن أبي وحشية، واسمه [ ص: 245 ] إياس الواسطي.

قوله: "سورة الأنفال" أي: ما سبب نزول سورة الأنفال؟

قوله: "قال: نزلت في بدر" أي: قال ابن عباس: نزلت سورة الأنفال في قضية بدر، هذا أحد الأقوال، وهو ما رواه أحمد بإسناده عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر، وقتل أخي عمير، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكثيفة فأتيت به نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال: اذهب فاطرحه في القبض. قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي قال: فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: اذهب فخذ سيفك. قلت: الكثيفة بضم الكاف وفتح الثاء المثلثة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، والقبض بفتحتين بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن يقسم.

وقيل: إنها نزلت هذه الآية; لأن بعض الصحابة سأل النبي صلى الله عليه وسلم من المغنم شيئا قبل قسمته فلم يعطه إياه; إذ كان شركا بين الجيش، وقال مقاتل: نزلت في أبي اليسر؛ إذ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أعطنا ما وعدتنا من الغنيمة، وكان قتل رجلين وأسر رجلين، العباس بن عبد المطلب، وآخر يقال له: سعد بن معاذ، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: إنهم سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن الخمس بعد الأربعة أخماس، فنزلت (يسألونك).

التالي السابق


الخدمات العلمية