صفحة جزء
4373 171 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن يحيى، حدثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى آخر الآية فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه، فقال: يا ابن أخي أغتر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أغتر بهذه الآية التي يقول الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا إلى آخرها قال: فإن الله يقول: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه [ ص: 251 ] وسلم إذ كان الإسلام قليلا، فكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلوه وإما يوثقوه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة، فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في علي وعثمان، أما عثمان فكان الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه، وأما علي فابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، وأشار بيده وهذه ابنته أو بيته حيث ترون.


مطابقته للترجمة في قوله: "فإن الله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة والحسن بن عبد العزيز الجروي -بفتح الجيم وسكون الراء وبالواو- وقد مر في الجنائز. وعبد الله بن يحيى المعافري -بفتح الميم والعين المهملة وكسر الفاء وبالراء- البرلسي يكنى أبا يحيى، صدوق أدركه البخاري، ولكن روى عنه هنا بالواسطة، وفي تفسير سورة الفتح فقط، وحيوة بن شريح -بضم الشين المعجمة وفتح الراء وفي آخره حاء مهملة- وقد أمعن الكرماني في ضبطه، فقال: شريح مصغر الشرح بالمعجمة والراء وبالمهملة، وبكر بفتح الباء الموحدة ابن عمرو المعافري من أهل مصر، وبكير بضم الباء الموحدة -مصغر بكر- بن عبد الله الأشج، والحديث مر بوجه آخر في تفسير سورة البقرة في (باب وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) ومضى الكلام فيه هنالك.

قوله: "أن رجلا" هو حبان صاحب الدثنية قاله سعيد بن منصور، وقال أبو بكر النجار: هو الهيثم بن حنش. وعن أحمد بن يونس هو شخص يقال له حكيم، وقيل: نافع بن الأزرق.

قوله: "أن لا تقاتل" كلمة لا زائدة كما في قوله ما منعك ألا تسجد وكان لم يقاتل أصلا في الحروب التي جرت بين المسلمين لا في صفين، ولا في وقعة الجمل، ولا في محاصرة ابن الزبير وغيرها.

قوله: "أغتر" من الاغترار بالمعجمة والراء المكررة، أي: تأويل هذه الآية أحب إلي من تأويل الآية الأخرى التي فيها تغليظ شديد وتهديد عظيم، والحاصل أن السائل كان يرى قتال من خالف الإمام الذي يعتقد طاعته، وكان ابن عمر يرى ترك القتال فيما يتعلق بالملك، والظاهر أن السائل هذا كان من الخوارج، فإنهم كانوا يتولون الشيخين ويخطئون عثمان وعليا، فرد عليه ابن عمر بذكر مناقبهما ومنزلتهما من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، والاعتذار عما عابوا به عثمان من الفرار يوم أحد، وغاب عن بدر، وعن بيعة الرضوان.

قوله: "إذ كان" أي: حين كان.

قوله: "يفتن في دينه" على صيغة المجهول.

قوله: "يقتلوه" حذف النون منه بلا جازم ولا ناصب وهي لغة وكذلك يوثقوه، وقال صاحب التوضيح: إما يقتلونه وإما يوثقونه هذا هو الصواب، ورواية يقتلوه ويوثقوه غير صواب; لأن إما هنا عاطفة مكررة، وإنما تجزم إذا كانت شرطا.

قلت: لا نسلم أنه غير صواب بل هو صواب كما ذكرناه; لأنه لغة لبعض العرب وهي فصيحة، وكون إما تتضمن معنى الشرط ليس بمجمع عليه.

قوله: "وهذه ابنته أو بيته" بالشك في رواية الأكثرين، وكذا قال الكشميهني بالشك، ولكن قال: أو أبيته بصيغة جمع القلة في البيت وهو شاذ، وهذه أنث باعتبار البقعة.

قوله: "ترون" أي: بين حجر النبي صلى الله عليه وسلم وبين قربه صلى الله عليه وسلم مكانا ومكانة.

التالي السابق


الخدمات العلمية