صفحة جزء
4377 باب قوله براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين


أي هذا باب في قوله عز وجل (براءة من الله) الآية، قال الإمام أبو الليث السمرقندي رحمه الله: أي تبرؤ من الله ورسوله إلى من كان له عهد من المشركين من ذلك العهد، ويقال: هذه الآية براءة، ويقال: هذه السورة براءة، وقال ابن عباس: البراءة نقض العهد إلى الذين عاهدتم من المشركين؛ لأنهم نقضوا عهودهم قبل الأجل، فأمر الله نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم بأن من كان عهده إلى أربعة أشهر أن يقره إلى أن تنقضي أربعة أشهر. وقال الثعلبي: ابتداء هذا الأجل يوم الحج الأكبر وانقضاؤه إلى عشر من ربيع الآخر. وقال الزهري: هي شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ لأن هذه الآية نزلت في شوال. وقال مقاتل: نزلت في ثلاثة أحياء من العرب خزاعة وبني مدلج وبني جزيمة، كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهدهم بالحديبية لسنتين فجعل الله أجلهم أربعة أشهر ولم يعاهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحدا من الناس.

وقال النحاس: قول من قال: "لم يعاهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية" غير صحيح، والصحيح أنه قد عاهد بعد هذه الآية جماعة منهم أهل نجران. قال الواقدي: عاهدهم وكتب لهم سنة عشر قبل وفاته بيسير.

التالي السابق


الخدمات العلمية