صفحة جزء
4377 تطهرهم وتزكيهم بها ونحوها كثير والزكاة الطاعة والإخلاص


أشار به إلى قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها أي خذ يا محمد، وقال المفسرون: لما تاب الله على أبي لبابة وأصحابه قالوا: يا رسول الله، هذه أموالنا تصدق بها وطهرنا واستغفر لنا، فقال: ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا، فنزلت هذه الآية.

وفي الصدقة قولان: أحدهما التطوع، والآخر الزكاة. وقال الزمخشري: تطهرهم صفة لـ"صدقة" وقرئ: يطهرهم من أطهرهم بمعنى طهرهم، وتطهرهم بالجزم جوابا للأمر، والتاء في تطهرهم للخطاب أو لغيبة المؤنث، والتزكية [ ص: 259 ] مبالغة في التطهير وزيادة فيه أو بمعنى الإنماء والبركة.

قوله: (ونحوها كثير) وفي بعض النسخ: ونحو هذا كثير، وهذه أحسن، وكأنه أشار بهذا إلى أن اللفظين المختلفين في المادة ومتفقين في المعنى كثير في لغات العرب، وذلك لأن الزكاة والتزكية في اللغة الطهارة، ولهذا قال الزمخشري: والتزكية مبالغة في التطهير. وهذا يشير إلى أن معنى التزكية التطهير، ولكن فيه زيادة، وتجيء التزكية أيضا بمعنى النماء والبركة والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن، وعجبي من الشراح كيف أهملوا تحرير مثل هذا ونظائره!

قوله: (والزكاة الطاعة) يعني تأتي بمعنى الطاعة وبمعنى الإخلاص، وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله تطهرهم وتزكيهم بها قال: الزكاة طاعة الله والإخلاص.

التالي السابق


الخدمات العلمية