صفحة جزء
412 باب : من دعا لطعام في المسجد ومن أجاب منه
أي : هذا باب في بيان حكم من دعا . . . إلى آخره ، وقوله : " في المسجد " يتعلق بقوله " دعا " لا بقوله " لطعام " ، ( فإن قلت ) : صلة دعا بكلمة إلى نحو : والله يدعو إلى دار السلام ، وبالباء في نحو : دعا هرقل بكتاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، واللام للاختصاص ، فما وجه هذا ؟ قلت : تختلف صلات الفعل بحسب اختلاف المعاني ، فإذا قصد بيان الانتهاء جيء بكلمة إلى ، وإذا قصد معنى الطلب جيء بالباء ، وإذا قصد معنى الاختصاص جيء باللام ، وهاهنا قصد معنى الاختصاص .

قوله ( ومن أجاب منه ) ، في رواية الأكثرين وفي رواية الكشميهني : ومن أجاب إليه . ( فإن قلت ) : ما الفرق بين الروايتين ؟ قلت : كلمة " من " في رواية " منه " للابتداء والضمير يعود على المسجد ، وفي رواية : " إلى " يعود الضمير إلى الطعام . ( فإن قلت ) : ما قصد البخاري من هذا التبويب ؟ قلت : الإشارة إلى أن هذا من الأمور المباحة وليس من اللغو الذي يمنع في المساجد .

( فإن قلت ) : ما وجه المناسبة بين هذا الباب والذي قبله ؟ قلت : من قوله " باب : حك البزاق باليد من المسجد " إلى قوله : " باب : سترة الإمام " خمسة وخمسون بابا كلها فيما يتعلق بأحكام المساجد ، فلا يحتاج إلى ذكر وجه المناسبة بينها على الخصوص .

التالي السابق


الخدمات العلمية