صفحة جزء
4399 باب قوله: ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم


أي هذا باب في قوله لقد تاب الآية، وفي رواية أبي ذر هكذا ساق إلى قوله اتبعوه الآية. قال الزمخشري في قوله تاب الله على النبي كقوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر واستغفر لذنبك وهو بعث للمؤمنين على التوبة، وأنه ما من مؤمن إلا وهو يحتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي والمهاجرين والأنصار، وقيل: تاب الله عن إذنه للمنافقين في التخلف عنه، وقيل: معنى التوبة على النبي صلى الله عليه وسلم أنه مفتاح كلام؛ لأنه لما كان سبب توبة التائبين ذكر معهم كقوله فأن لله خمسه وللرسول

قوله في ساعة العسرة أي الشدة وضيق الحال، قال جابر: عسرة الظهر، وعسرة الزاد، وعسرة المال. وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في غزوة تبوك، وذلك أنهم خرجوا إليها في شدة الحر في سنة مجدبة، وعسر من الزاد والماء، وقال قتادة: ذكر لنا أن رجلين كانا يشقان التمرة بينهما، وكان النفر يتناولون التمرة بينهم يمصها هذا ثم يشرب عليها ثم يمصها هذا ثم يشرب عليها، فتاب الله عليهم، وأقفلهم من غزوتهم.

قوله من بعد ما كاد يزيغ أي تميل قلوب فريق منهم عن الحق وتشك في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي نالهم من المشقة والشدة.

قوله ثم تاب عليهم أي رزقهم الله الإنابة إليه، والرجوع إلى الثبات على دينه، إنه أي إن الله بهم رءوف رحيم

التالي السابق


الخدمات العلمية