صفحة جزء
4402 باب قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم


أي هذا باب في قوله عز وجل لقد جاءكم الآية، كذا ثبت إلى آخر الآية في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر إلى قوله ما عنتم وقد من الله تعالى بهذه الآية على المؤمنين بما أرسل إليهم رسولا من أنفسهم أي من جنسهم، وعلى لغتهم كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم" وقرئ "من أنفسكم" من النفاسة أي من أشرفكم وأفضلكم، وقيل: هي قراءة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفاطمة وعائشة رضي الله تعالى عنهما.

قوله عزيز عليه ما عنتم أي يعز عليه ما يشق عليكم، ولهذا جاء في الحديث: بعثت بالحنفية السمحة، وعنتم من العنت، وهو المشقة، وقال ابن الأنباري: أصله التشديد، وقال الضحاك: الإثم، وقال ابن أبي عروبة: الضلال، وقيل: الهلاك، وحاصل المعنى: يعز عليه أن تدخلوا النار.

وجمعت هذه الآية ست صفات لسيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: الرسالة، والنفاسة، والعزة، وحرصه على إيصال الخيرات إلى أمته في الدنيا والآخرة، والرأفة، والرحمة.

قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لنبي من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال بالمؤمنين رءوف رحيم وقال عز وجل إن الله بالناس لرءوف رحيم

التالي السابق


الخدمات العلمية