صفحة جزء
وقال زيد بن أسلم: أن لهم قدم صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد: خير.


زيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب، وقد فسر قدم صدق في قوله تعالى وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق بأنه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، ووصل هذا التعليق أبو جعفر بن جرير من طريق ابن عيينة عنه، وعن ابن عباس: "منزل صدق" وقيل: القدم العمل الصالح، وعن الربيع بن أنس: "ثواب صدق" وعن السدي: قدم يقدمون عليه عند ربهم.

قوله: وقال مجاهد: خير يعني: قدم صدق هو خير، أسنده أبو محمد البستي من حديث ابن أبي نجيح عنه ثم روى عنه أيضا "صلاتهم وتسبيحهم وصومهم" ورجح ابن جرير قول مجاهد لقول العرب: "لفلان قدم صدق في كذا" إذا قدم فيه خيرا، وقدم شر في كذا إذا قدم فيه شرا، وذكر عياض أنه وقع في رواية أبي ذر: وقال مجاهد بن جبر، وهو خطأ.

قلت: جبر بفتح الجيم، وسكون الباء الموحدة، اسم والد [ ص: 284 ] مجاهد، ووجه كونه خطأ أنه لو كان ابن جبر لخلا الكلام عن ذكر القول المنسوب إلى مجاهد في تفسير القدم، ويرد بهذا أيضا ما ذكره ابن التين أنها وقعت كذلك في نسخة أبي الحسن القابسي.

التالي السابق


الخدمات العلمية