صفحة جزء
4410 باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين


أي هذا باب في قوله تعالى وأقم الصلاة الآية، خطاب للرسول عليه السلام، والمراد من طرفي النهار الفجر والمغرب، وقيل: الظهر والعصر، وقيل الفجر والظهر، وانتصابهما على الظرفية، والمعنى أتم ركوعها وسجودها، وخصص الصلاة بالذكر؛ لأنها تالية الإيمان، وإليها يفزع من النوائب، وسبب نزول الآية ما في حديث الباب على ما يأتي عن قريب.

قوله وزلفا من الليل عطف على الصلاة، أي أقم زلفا من الليل أي ساعات من الليل، وهي الساعات القريبة من آخر النهار، من أزلفه إذا قربه، وأزلف إليه، وصلاة الزلف المغرب والعشاء، قاله مالك، وقرئ "زلفا" بضمتين و"زلفا" بسكون اللام، وزلفى بوزن قربى.

قوله إن الحسنات الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقال عطاء: هن الباقيات الصالحات، والمراد بالسيئات الصغائر من الذنوب.

قوله ذلك أي أن المذكور من الصلوات، وقيل: القرآن، وقيل: جميع المذكور من الاستقامة، والنهي عن الطغيان، وترك الميل إلى الظالمين، والقيام بالصلوات، ومعنى الذكرى التوبة، وقيل العظة، وخصصها بالذاكرين؛ لأنهم هم المنتفعون.

التالي السابق


الخدمات العلمية