صفحة جزء
417 ( لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لعن الله اليهود ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .
هذا تعليل لقوله : " ويتخذ مكانها مساجد " خاصة لأن الترجمة شيئان ، والتعليل للشق الثاني .

وجه الاستدلال به أن اليهود لما خصوا باللعنة باتخاذهم قبور الأنبياء مساجد علم جواز اتخاذ قبور غيرهم ومن هم في حكمهم من المسلمين . ( فإن قلت ) : أليس في اتخاذ قبور المشركين مساجد تعظيم لهم ؟ قلت : لا يستلزم ذلك ؛ لأنه إذا نبشت قبورهم ورميت عظامهم تصير الأرض طاهرة منهم ، والأرض كلها مسجد لقوله عليه الصلاة والسلام : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وهذا الحديث أخرجه البخاري في آخر كتاب الجنائز في باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، عن هلال ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي لم يقم منه : لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . . . الحديث ، وأخرجه أيضا في مواضع أخر في الجنائز وفي المغازي أيضا عن الصلت بن محمد ، وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد .

التالي السابق


الخدمات العلمية