صفحة جزء
4428 [ ص: 13 ] باب الذين جعلوا القرآن عضين .


أي هذا باب في قوله عز وجل الذين جعلوا القرآن عضين وليس في بعض النسخ لفظ باب ، وقبله وقل إني أنا النذير المبين كما أنـزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين قوله : "وقل" أي قل يا محمد : " إني أنا النذير المبين " عذابا كما أنـزلنا على المقتسمين " فحذف المفعول فهو المشبه ، ودل عليه المشبه به كما تقول : أريتك القمر في الحسن أي رجلا كالقمر ، وقيل الكاف زائدة أي أنذرتكم ما أنزلنا بالمقتسمين ، وقيل : متعلق بقوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني كما أنـزلنا على المقتسمين والآن يجيء تفسير المقتسمين ، قوله : الذين جعلوا القرآن " صفة للمقتسمين ، قوله : عضين " أي أعضاء متفرقة من عضيت الشيء أي فرقته ، وقيل : هو جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة إذا جعلها أعضاء أي جزأها أجزاء ، وقيل : أصلها عضهة فحذفت الهاء الأصلية كما حذفت من الشفة ، وأصلها شفهة ، ومن الشاة وأصلها شاهة ، وبعد الحذف جمع على عضين مثل ما جمع برة على برين ، وكرة على كرين ، وقلة على قلين ، وروى الطبري من طريق قتادة قال : عضين عضوه وبهتوه ، ومن طريق عكرمة قال : العضة السحر بلسان قريش : يقال للساحرة العاضهة .

التالي السابق


الخدمات العلمية