صفحة جزء
وقال غيره : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله هذا مقدم ومؤخر ، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة ، ومعناها الاعتصام بالله .


أي قال غير مجاهد في قوله تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله إن فيه التقديم والتأخير ، وذلك أن الاستعاذة تكون قبل القراءة ، والتقدير : فإذا أردت أن تقرأ القرآن فاستعذ بالله هذا على قول الجمهور حتى قال صاحب التوضيح : هذا إجماع إلا ما روي عن أبي هريرة ، وداود ، ومالك أنهم قالوا : إن الاستعاذة بعد القراءة أخذا بظاهر القرآن ، وقد أبعد بعضهم هذا في موضعين : الأول : في قوله المراد بالغير أبو عبيدة فإن هذا كلامه بعينه ، وهذا فيه خبط ، والثاني : في قوله : والتقدير فإذا أخذت في القراءة فاستعذ ، وقيل : هو على أصله ، لكن فيه إضمار أي إذا أردت القراءة ، وهذا يكاد أن يكون أقوى خبطا من الأول على ما لا يخفى على من يتأمل فيه ، قوله : "ومعناها" أي معنى الاستعاذة الاعتصام بالله .

التالي السابق


الخدمات العلمية