صفحة جزء
وقضينا إلى بني إسرائيل أخبرناهم أنهم سيفسدون ، والقضاء على وجوه وقضى ربك أمر ربك ، ومنه الحكم إن ربك يقضي بينهم ومنه الخلق ، فقضاهن سبع سماوات .


أشار به إلى قوله تعالى : وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض الآية ، وفسر قوله وقضينا إلى بني إسرائيل بقوله : أخبرناهم ، وكذا فسره أبو عبيدة ، ويقال : معناه أعلمناهم إعلاما قاطعا ، قوله : "والقضاء على وجوه" أشار بهذا إلى أن لفظ القضاء يأتي لمعان كثيرة ، وذكر منها ثلاثة : الأول : أن القضاء بمعنى الأمر كما في قوله تعالى وقضى ربك أي أمر ، الثاني : أنه بمعنى الحكم في قوله تعالى إن ربك يقضي بينهم أي يحكم ، الثالث : أنه بمعنى الخلق كما في قوله فقضاهن سبع سماوات أي خلقهن ، وفي بعض النسخ : بعد سبع سماوات خلقهن .

وذكر بعضهم فيه معاني جملتها ثمانية عشر وجها منها الثلاثة التي ذكرت ، والرابع : الفراغ كما في قوله تعالى فإذا قضيتم مناسككم أي إذا فرغتم منها ، والخامس : الكتابة كما في قوله : فإذا قضى أمرا " أي كتب ، والسادس : الأجل كما في قوله تعالى فمنهم من قضى نحبه والسابع : الفصل كما في قوله : لقضي الأمر بيني وبينكم " ، والثامن : المضي كما في قوله : ليقضي الله أمرا كان مفعولا " ، والتاسع : الهلاك كما في قوله : لقضي إليهم أجلهم " ، والعاشر : الوجوب كما في قوله تعالى لما قضي الأمر والحادي عشر : الإبرام كما في قوله تعالى إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها والثاني عشر : الوصية كما في قوله وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه

والثالث عشر : الموت كما في قوله تعالى فوكزه موسى فقضى عليه

والرابع عشر : النزول كما في قوله تعالى فلما قضينا عليه الموت والخامس عشر : الفعل كما في قوله تعالى كلا لما يقض ما أمره

[ ص: 20 ] يعني حقا لم يفعل ما أمره ، والسادس عشر : العهد كما في قوله تعالى إذ قضينا إلى موسى الأمر والسابع عشر : الدفع كما في قولهم : قضى دينه ، أي دفع ما لغريمه عليه بالأداء ، والثامن عشر : الختم والإتمام كما في قوله تعالى ثم قضى أجلا وقال الأزهري : قضى في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية