صفحة جزء
4445 243 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة ، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به ، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا


مطابقته للترجمة ظاهرة ، ويعقوب بن إبراهيم هو الدورقي ، وهشيم مصغر هشم بن بشير مصغر بشر الواسطي ، وقال الكرماني : قالوا : إنه مدلس ، ولهذا لم يذكر البخاري حديثه في هذا الجامع معنعنا ، بل ذكره دائما بلفظ التحديث ، والإخبار ، وأبو بشر بكسر الباء الموحدة ، واسمه جعفر بن أبي وحشية الواسطي ، وقال بعضهم : وذكر الكرماني أنه وقع في نسخته يونس بدل قوله : " أبو بشر" وهو تصحيف ، ( قلت ) : سبحان الله ! ما هذا إلا افتراء على الكرماني ، ولم يقل هكذا ، وإنما قال : وفي بعض النسخ يونس بدله وهو تصحيف من الناسخ ، وكأن قصد هذا القائل الحط على الكرماني وأن القول بالتصحيف هو قوله ، وليس كذلك فإنه هو الذي صرح بأنه تصحيف وأنه لم يقل إنه في نسخته ، قوله : "مختف بمكة" يعني في أول الإسلام ، قوله : "بصلاتك" : أي بقراءتك ، وهو من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء ، قوله : " وابتغ " : أي اطلب بين ذلك سبيلا " : أي طريقا وسطا بين الجهر والإخفاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية